العمل جارٍ على إطلاق أول قمر اصطناعي بحريني خلال 2021

أكد الدكتور محمد إبراهيم العسيري الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، أن تحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في الوصول بالبحرين إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة، هي جوهر عمل الهيئة.
وقال في تصريحٍ صحفي خاص إنّ رؤية جلالة الملك المفدى شكلت انطلاقة عنوانها العزيمة والإصرار لتحويل هذه الرؤية إلى خطّة مدروسة، وواقع نفخر به كبحرينيين، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الهيئة نفذت العديد من المشاريع المشتركة مع مؤسسات التعليم العالي بما يلبّي رؤية جلالته حفظه الله ورعاه.
وأوضح أنّ فريقاً من الهيئة يعمل حالياً مع جامعة البحرين لتنفيذ عددٍ من المشاريع التي ترتكز على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لصالح حماية البيئة وبين أنّ هناك مشاريع مماثلة مع مؤسسات التعليم العالي الأخرى، تستهدف خدمة القطاع الزراعي في مملكة البحرين، مؤكداً حرص الهيئة على دعم وتعزيز الأنشطة البحثية، مع العناية بالتخصصات العلمية والهندسية، حيث قدمت الهيئة مجموعة من الأفكار لتنفيذ مشاريعٍ بحثية ذات علاقة بالتطبيقات الفضائية، وفتحت باب المشاركة فيها للطلبة الدارسين في المجالات العلمية.
وأشار العسيري إلى أنّ الهيئة بصدد تنفيذ المزيد من المشاريع التي تتعلّق بخدمة قطاع الفضاء بالشراكة مع مؤسسات التعليم العالي، وتحقيق الاستفادة المُثلى من التطبيقات المتعلّقة بخدمة التنمية الشاملة والمستدامة، مؤكّداً أنّ العام الجاري (2021) سيشهد طرح المزيد من المسابقات العلمية الموجهة لطلبة مؤسسات التعليم العالي، والتي يتضمن بعضها تطبيقات فعلية في الفضاء بالتعاون مع جهات داخل وخارج البحرين، وقال الدكتور العسيري إن الهيئة تتواصل بشكل مستم رمع مؤسسات التعليم العالي بهدف حثها على المشاركة في المنافسات الدولية، وتقديم مشاريع الأبحاث العلمية ذات الصلة بعلوم الفضاء، مقابل تكفُل الهيئة ببعض الجوانب وتقديم عدة تسهيلات، حيث تأتي هذه الخطوة بعد تحقيق الهيئة نجاحاً كبيراً في تنظيم وتنفيذ عدة مسابقات مشابهة العام الماضي، والتي حظيت بمشاركاتٍ واسعة ومُلفتة للنظر.
وفيما يتعلّق باستعدادات المملكة لإطلاق أوّل قمر اصطناعي بأيدي بحرينية، أوضح العسيري أنه من المتوقّع إطلاق القمر الاصطناعي البحريني الأول إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثالث من عام 2021، فيما سيشهد الربع الأخير من نفس العام إطلاق القمر من المحطة إلى الفضاء، مُبدياً فخره واعتزازه بقرب إطلاق القمر الصناعي البحريني الأول إلى الفضاء، ومع اقتراب عودة أعضاء فريق البحرين المُبتعث للدراسة ونيلهم مؤهلاتٍ عُليا في مجالات ذات صلة بهندسة وعلوم الفضاء.
وأضاف العسيري أنّ الفريق شارك أيضاً في بناء عدد من الأقمار الصناعية متناهية الصغر والتي تعتبر من فئة الأقمار الأكثر شهرة ورواجاً لدى مراكز أبحاث الفضاء ومؤسسات التعليم العالي ووكالات الفضاء في هذا العقد، وكذلك الدول الساعية لخلق قطاع فضائي مُستدام على أسس متينة، منوهاً في هذا الصدد بالتعاون المثمر مع وكالة الامارات للفضاء وجامعة خليفة بدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأشاد بالمستوى التحصيلي المميز لأعضاء فريق البحرين لعلوم الفضاء، ومشاركاتهم العلمية وجهودهم البحثية، وتنفيذهم لأكثر من قمر اصطناعي مشترك خلال فترة زمنية قصيرة، مثنياً على ما اثبته أعضاء الفريق من قدرات على تحقيق هذا الإنجاز – إطلاق أول قمر اصطناعي – متجاوزين كافة التحديات، وواضعين نصب أعينهم تحويل الرؤية الملكية السامية إلى حقيقة، وفق الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الهيئة، والمتضمنة أهدافاً محددة وواضحة، وفي مقدمتها “بناء القدرات الوطنية لخلق قاعدة وطنية ذات مستويات علمية فضائية رائدة ومتميزة”.
كما أثنى العسيري إلى اهتمام ودعم الفريق من الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، خاصةً من سعادة المهندس كمال بن أحمد محمد وزير المواصلات والاتصالات، رئيس مجلس إدارة الهيئة ، وذلك من خلال متابعته المستمرة لأعمال الفريق وحرصه الدائم على اللقاء بهم طوال فترة دراستهم وتدريبهم، مؤكداً أن الهيئة ومنذ صدور المرسوم الملكي الخاص بإنشائها عملت على تأسيس علاقات تعاون ومشاريع مشتركة إقليمية ودولية مع وكالات الفضاء والمؤسسات التقنية والصناعية والبحثية الناشطة في مجال علوم الفضاء، وأصبحت تُمثل مملكة البحرين في عضوية عدد من المنظمات العالمية واللجان الدولية المتخصصة في مجالات الفضاء، كما ساهمت الهيئة في تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي، وشاركت بفاعلية في عددٍ كبير من المحافل العالمية والمؤتمرات العلمية والندوات المتخصصة.
وأكد العسيري أن إطلاع المتخصصين من منتسبي الهيئة على آخر التطورات العلمية والبحوث في مجالات الفضاء أتاح لهم الفرصة للتعرّف على آخر ما تم الوصول إليه في هذا المجال، والتعرّف على التحديات، مما فتح لهم أبواب السعي للعمل على التطوير وتجاوز التحديات عبر تحويلها إلى فرص من خلال إدخال التحسينات أو إجراء التغييرات للخروج بأفضل النتائج.
ونوّه الدكتور العسيري بالاهتمام الذي حظي به المتخصصين من منتسبي الهيئة والذي مكنهم من تنفيذ برمجياتهم الخاصة وكتابة خوارزميات تضاهي ما تعده كبريات الشركات المتخصصة، مؤكداً أن هذ الاهتمام ساهم في الارتقاء بمستويات هؤلاء المتخصصين في تطبيقات الذكاء الصناعي وإنترنت الأشياء.