اهتمام الإنسان بالفضاء لم يفتر منذ بدأ الخليقة، فقد شغل الفضاء حيزا كبيرا من فضوله وفق ما سجلته مختلف الحضارات البشرية عبر الزمن، وقد استمر هذا الفضول ونمى بشكل مطرد، ومع التطور التقني الذي نشهده اليوم أصبح الفضاء مركز اهتمام ومطمحا أساسيا للأمم، ونكاد نجزم أن هذا الفضول البشري سيتواصل بشكل لا متناهي كالفضاء نفسه.

 

كان للمساعي البشرية المتراكمة لاكتشاف الفضاء الفضل فيما بلغناه اليوم من تقدم ساهم في تغيير حياتنا على الأرض نحو الأفضل من خلال التطور العلمي في مختلف المجالات، والاهم من ذلك مساهمته في تغيير نظرتنا للأرض نفسها، هذا الكوكب الأزرق الذي يمثل الموطن المشترك للبشرية جمعاء.

قدمت تقنيات علوم الفضاء وتطبيقاتها المختلفة حزمة واسعة من المنافع التي أدت إلى تحسن كبير في الحياة اليومية، مما ساهم في دعم التنمية البشرية واستدامتها من خلال توفير المعلومات التي ساعدت في التصدي لمجموعة من التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك رفع مستوى الأمن والأمان وحماية الثروات الطبيعية والتنبؤ بالكوارث وتقليص آثارها.

نهدف من خلال هذا العمل إلى إبراز أهمية علوم الفضاء وتأثيرها على المجتمع من خلال تقديم مجموعة متنوعة من التطبيقات الفضائية التي استخدمت الأقمار الصناعية لرصد الأرض وساهمت في تحقيق التقدم والازدهار للبشرية.

سيظل الفضاء بحدوده اللامتناهية محل اهتمام البشرية، يبهرنا يوما بعد يوم بما يمكن أن يقدمه لنا نحن سكان الأرض من معلومات سيكون لها عظيم الأثر على مستقبل البشرية.