بدايات سباق الفضاء

المصدر: وكالة الفضاء الأمريكية – سباتنك 1
البدايات المبكرة
بدأ علم الفلك يتخذ نهجًا علميًا في القرن السادس عشر، وبعد ذلك ظهرت أفكار حول السفر إلى الفضاء. وكتب العديد من قصص الخيال العلمي حول السفر إلى الفضاء مثل “من الأرض إلى القمر”، لجولز فيرن في العام 1865 و”حرب العالمين”، من تأليف إتش جي ويلز في العام 1898، و”استكشاف الفضاء الخارجي عن طريق الصواريخ”، من تأليف كونستانتين تسيولكوفسكي في العام 1903.
وبدأت التجارب المبكرة للصواريخ في كلٍ من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا في عشرينيات القرن العشرين، وأثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) شهدت تكنولوجيا الصواريخ تطورًا كبيرًا كجزء من السباق لصنع صواريخ دولية.
Credit: NASA – Sputnik 1
السباق الفضائي بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي
أطلق الاتحاد السوفييتي (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وروسيا وحلفائها)، سبوتنيك 1 (Sputnik 1)، كأول قمر اصطناعي يُطلق من الأرض إلى الفضاء في أكتوبر 1957. وقد حلق هذا القمر في المدار الأرضي لمدة ثلاثة أسابيع قبل نفاد بطارياته، ثم ظل يحلق بصمت لمدة شهرين آخرين قبل أن يهوي إلى الغلاف الجوي. وقد كان “سبوتنيك 1” كرة معدنية بقطر 58 سنتيمتراً، وكان مزودًا بأربعة هوائيات لاسلكية خارجية تبث نبضات لاسلكية. وكانت هذه المفاجأة الناجحة سببًا في إطلاق سباق الفضاء، الذي كان جزءًا من الحرب الباردة، وكان بمثابة بداية حقبة جديدة من التطورات السياسية والعسكرية والتكنولوجية والعلمية في الفضاء.
وقد تم إطلاق القمر الاصطناعي “سبوتنيك 2” (Sputnik 2) في نوفمبر 1957، وكان أول من حمل حيوانًا حيًا، وهي كلبة سوفيتية اسمها “لايكا”، وكان ذلك عبارة عن كبسولة ذات ارتفاع مخروطي يبلغ ارتفاعها أربعة أمتار، ويبلغ قطر قاعدتها متران، وكانت تحتوي على عدة مقصورات للإرسال اللاسلكي، والأجهزة العلمية، ومقصورة أخرى محكمة الإغلاق للكلبة “لايكا”.
المصدر: وكالة الفضاء الأمريكية – نيل أرمسترونغ
وجاءت استجابة الولايات المتحدة الأمريكية سريعًا من خلال إطلاق مركبة الفضاء “إكسبلورار 1” (Explorer 1) في العام 1958، وكان أول مركبة فضائية تكتشف الحزام الشعاعي “Van Allen”. وبعد ذلك، تم إطلاق المركبة “فانغارد 1” (Vanguard 1) في العام نفسه، وكان أول قمر اصطناعي مزود بطاقة كهربائية شمسية. وقد تم تصميمه بحيث يُستخدم لاختبار قدرات الإطلاق لمركبة إطلاق ثلاثية المراحل، وتأثيرات بيئة الفضاء على قمر اصطناعي في مدار الأرض، وكان يُستخدم للحصول على قياسات جيوديسية من خلال تحليل المدار.
وخلال حقبة الستينيات من القرن الماضي، قاد الاتحاد السوفياتي سباق الفضاء، وكان له السبق الواضح في مرات عديدة مثل القيام بأول رحلة فضائية مأهولة، قام بها السوفييتي يوري جاجارين على متن المركبة “فوستوك 1” في العام 1961، كما كان أول هبوط على سطح القمر يتم التحكم فيه بواسطة المركبة “لونا 9” السوفييتية، وأول مسبار يلامس سطح كوكب آخر (كوكب الزهرة) هو المسبار “فينيرا 7” (Venera 7) السوفياتي.
ومع ذلك، أصبح نيل ارمسترونغ، قائد الرحلة الأمريكية “أبولو 11″، أول شخص يمشي على سطح القمر في يوليو 1969، على الرغم من أنه أُطلقت ست رحلات للسفر إلى القمر.
وقد اخترعت الولايات المتحدة الأمريكية بعد ذلك مكوك الفضاء الأمريكي في العام 1981، مما جعل العمل في المدار أسهل بكثير للبشر باستخدام تلك المركبة الفضائية القابلة لإعادة الاستخدام. في حين أن الاتحاد السوفياتي أنشأ “مير”، التي كانت أول محطة مأهولة تدور في المدار الأرضي لمدة طويلة في العام 1986، وكان على متنها رائد الفضاء الروسي، فاليري بولياكوف، الذي قضى أطول فترة إقامة متواصلة في الفضاء بلغت 437 يومًا في العام 1994. وبعدما حدث تدهور في النطاق المداري لمحطة الفضاء “مير”، أطلقت المحطة الفضائية الدولية في العام 2001.