المصدر: بوينغ – رسم توضيحي للطائرة الفضائية الآلية X-37B التابعة للقوات الجوية الأمريكية التي تدور حول الأرض

في الطيران وفي الفضاء، تشير كلمة درون (Drone) إلى طائرة أو مركبة فضائية بدون طيار. ومصطلح آخر يطلق عليها وهو “مركبة جوية بدون طيار” (unmanned aerial vehicle) أو (UAV). أما على الأرض غالباً ما تستخدم الطائرات بدون طيار لأغراض عسكرية لأنها لا تعرض حياة الطيار للخطر في مناطق القتال. بالإضافة إلى ذلك، لا تحتاج الطائرات بدون طيار إلى الراحة وهو ما يمكنها من الطيران باستمرار طالما يوجد وقود في المركبة كما لا توجد بها أية صعوبات ميكانيكية.

من الناحية التقنية، يمكن أن تشمل الطائرات بدون طيار المحمولة في الفضاء (Spaceborne drone) مركبات فضائية للشحن والأقمار الصناعية والآلات التي تغادر الأرض، على الرغم من أنه لا يشار إليها عادة بهذا المصطلح. ربما يكون أفضل مثال لطائرة بدون طيار في الفضاء هي المركبة الفضائية الغامضة X-37B التابعة للجيش الأمريكي، والتي قامت برحلات متعددة في مدار الأرض لمئات من الأيام في المرة الواحدة. مهمتها سرية للغاية، مما يؤدي إلى تكهنات حول ما تقوم به.

تواجدت الطائرات بدون طيار تقريباً في الوقت الذي استخدمت فيه الطائرات في حرب (1911)، وهي لا تشمل البالونات المليئة بالقنابل التي استخدمتها النمسا لأول مرة في منتصف القرن التاسع عشر.

طورت البحرية الأمريكية “طوربيدات هواء” محدودة خلال الحرب العالمية الأولى، ولكنها أجلت الفكرة حتى الحرب العالمية الثانية. في ذلك الوقت، بدأت القوات البحرية برنامجًا يسمى “عملية السندان” (Operation Anvil)، وفقًا لموقع The Nation – https://www.thenation.com/article/brief-history-drones/ . حيث تم استخدام قاذفات B-24 التي يتم التحكم فيها عن بعد لإرسال المتفجرات إلى الخنادق الألمانية، لكن البرنامج كان “كارثة”، وفقًا للمقال. العديد من الطائرات تحطمت أو انفجرت قبل الأوان.

لعقود بعد ذلك الوقت، ركزت الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام الصواريخ بينما كانت تعمل أيضا على تطوير الطائرات بدون طيار. أول ظهور كبير للطائرات بدون طيار كان خلال حرب الخليج عام 1991، عندما نشرت الولايات المتحدة الطائرات بدون طيار على نطاق واسع.

كانت القيمة السوقية للطائرات بدون طيار حوالي 20 مليار دولار في عام 2018، وفقا لتوقعات عالمية نُشرت على موقع – researchandmarkets.com . وفي الوقت الذي كانت فيه التطبيقات العسكرية لا تزال ممكنة، فقد تنامت السوق الاستهلاكية بخيارات الطائرات بدون طيار في السنوات الأخيرة، مما سمح للناس العاديين باستخدام هذه الطائرات الصغيرة لجميع أنواع الاستخدامات – التصوير الفوتوغرافي، والترفيه، و المراقبة في بعض الحالات. كما يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لتطبيقات مثل توزيع الأسمدة على حقول المزارعين أو مراقبة توصيلات الأنابيب عن بعد.

في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت إدارة الطيران الفيدرالية حذرة فيما يتعلق بالسماح للمركبات الطائرة بدون طيار بالتجول في الأجواء. فهناك العديد من المخاوف المتعلقة بالسلامة، حيث يمكن أن تصطدم بالمباني أو تتعارض مع المجال الجوي أو تسبب مشاكل أخرى.

في فبراير 2015، سمحت إدارة الطيران الفيدرالية بالاستخدام المحدود للطائرات بدون طيار. تم السماح بالاستخدام التجاري للطائرات بدون طيار في الولايات المتحدة بدءً من عام 2016. واعتباراً من 2018، نصت القوانين على أن المشغلين لا يستطيعون استخدام الطائرات بدون طيار إلا أثناء النهار أو بعد شروق وقبل غروب الشمس، مع وجود قيود على الارتفاع والسرعة. أيضا، يجب أن تبقى الطائرات بدون طيار في مدى رؤية المشغل.

تفكر بعض الشركات في إرسال طائرات بدون طيار لتسليم البضائع، مما قد يقلل من تكلفة استخدام السائقين لخدمات التوصيل من الباب إلى الباب. تقوم أمازون بالإعلان عن خدمة مستقبلية تسمى “برايم إير” (Prime Air )، والتي تهدف إلى إرسال شحنات للعملاء في غضون 30 دقيقة أو أقل. قامت الشركة بكتابة خطاب طلب إلى إدارة الطيران الفيدرالية لبدء هذه الخدمة. قامت شركة أمازون بتسليم أول طلبية باستخدام طائرة بدون طيار في بريطانيا في ديسمبر 2016.

تستخدم الوكالات الحكومية أحيانًا طائرات بدون طيار لأغراض السلامة، مثل مراقبة العواصف والأعاصير دون تعريض الطيارين للخطر. وكان أحد الأمثلة على ذلك هو برنامج رصد الإعصار والعاصفة العنيفة (Hurricane and Severe Storm Sentinel) (HS3)، وهو برنامج اختبار مدته خمس سنوات باستخدام طائرة استطلاع بدون طيار تدعى (Global Hawks). كان عبارة عن تعاون بين وكالة ناسا والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) وشركة نورثروب غرومان (Northrop Grumman)، وهي شركة طيران ودفاع في ولاية فرجينيا. وقد تم الإبلاغ عن تطبيقات أخرى للطائرات بدون طيار في عمليات البحث والإنقاذ وفي رسم الخرائط ثلاثية الأبعاد في الهواء للتضاريس المحلية مثل الغابات أو الطرق.

ربما يكون أقرب شيء إلى طائرة بدون طيار في الفضاء هي X-37B، والتي تبدو وكأنها نسخة مصغرة من مكوك ناسا الفضائي المتقاعد. وقد أنجزت المركبة الفضائية بدون طيار أربع بعثات فضائية سرية.

تصنف معظم أعمال X-37B بأنها سرية للغاية، مما يجعل من الصعب التكهن بشأن الغرض من المهمات التي تقوم بها. ومع ذلك، فقد أصدرت القوات الجوية بعض المعلومات حول المهمة الرابعة للمركبة في مايو 2015، فقد قال المتحدث باسم القوات الجوية الكابتن كريس هويلير (Chris Hoyler) إن X-37B سيكون لديها نظام دفع تجريبي وستساعد المهندسين على التحقيق في مدى جودة أداء المواد المختلفة في الفضاء.

وقال راندي والدن (Randy Walden)، مدير مكتب التدخل السريع للقوات الجوية، في بيان له في مايو 2015: “نحن متحمسون لمهمتنا الرابعة X-37B”، وأضاف: “مع النجاح الواضح للبعثات الثلاث الأولى، يمكننا تحويل تركيزنا من الفحص المبدئي للمركبة إلى اختبار الحمولات التجريبية “.

في عام 2018 أعلنت ناسا أنها سترسل طائرة بدون طيار (مروحية صغيرة) إلى كوكب المريخ مع بعثة المريخ 2020. حيث سيتم اختبار الطائرة بدون طيار لمدة 30 يومًا على سطح المريخ. سيتعين على الطائرة بدون طيار أن تطير بشكل مستقل لأن الإشارات اللاسلكية من الأرض تستغرق عدة دقائق للوصول إلى المريخ، الأمر الذي يحول دون القيادة الحية عن بعد من كوكب الأرض.

يمكن القول إن العديد من المركبات الفضائية التي تزور محطة الفضاء الدولية هي مركبات جوية بدون طيار، على الرغم من عدم كونها سرية للغاية تقنياً كالدرون (نظراً لأنها تعمل خارج الغلاف الجوي للأرض)، وذلك لأنها لا تحمل سوى الحمولات وبدون طيار. هناك العديد من هذه المركبات ، بما في ذلك مركبة الفضاء الروسية بروغرس (Progress spacecraft)، ومركبات النقل الآلي (المتقاعدة الآن) التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية، و”سبيس إكسز دراجون” (SpaceX’s Dragon) و “سايجنوس” (Cygnus) من نورثوب جرومان (Northrup Grumman).

من وقت لآخر، ستختبر وكالة الفضاء المركبات في الفضاء قبل وضع الناس عليها، وهو ما حدث مع برامج Mercury و Gemini و Apollo. (لم يتم اختبار المكوك الفضائي مطلقًا دون وجود طيارين على متنه). في عام 2014 أرسلت وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) المركبة الفضائية أوريون (Orion) الخاصة بها إلى مدار الأرض (5،800 كيلومتر) في اختبار بدون طيار. وفي عام 2019 أو 2020، تخطط الوكالة لإجراء اختبار ثانٍ يتم فيه إرسال المركبة الفضائية أوريون حول القمر.

ترجمه بتصرف: حصة حمادة راجعه: إيمان بوبشيت
من مقال كتبته: إليزيبيث هويل – 3 أكتوبر 2018