مزايا الفضاء وعلومه طبقًا لهيئة الأمم المتحدة

توفر خطة التنمية المستدامة للعام 2030، والتي اعتمدتها جميع الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة في العام 2015، خطة مشتركة للسلام والازدهار للبشرية وكوكب الأرض، سواء في الوقت الحاضر أو في المستقبل.
وقد تم استخلاص المعلومات التالية من موقع الأمم المتحدة على الإنترنت، بشأن أهمية علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها.
أقرت الأمم المتحدة بأهمية دور مراقبة الأرض، وتحديد المواقع الجغرافية (التي يوفرها النظام العالمي للملاحة “GNSS” في دعم تحقيق أهداف التنمية. وتعد إمكانات الفضاء في دعم أهداف التنمية المستدامة والمساهمة فيها أكبر بكثير، حيث إن الخدمات والتقنيات الفضائية لها دور رئيسي في فهم دورة تغير المناخ وإدارة الكوارث، باعتبارهما مثالين فقط ضمن عدد لا يحصى من التطبيقات.
يمكن أن تمثل ظروف التربة وتوافر المياه والأحوال الجوية القاسية والتغيّر المناخي، تحديات مكلفة لكل من المزارعين ومنظومة الأمن الغذائي الشاملة للشعوب.
وللتقنيات الفضائية قيمة كبرى للمزارعين والمهندسين الزراعيين ومصنعي الأغذية وصانعي السياسات الزراعية الذين يرغبون في تعزيز الإنتاج والربحية في آنٍ واحد. كما أن الأقمار الاصطناعية المزودة بأجهزة استشعار عن بُعد توفر بيانات أساسية لرصد التربة والغطاء الثلجي والجفاف وتنمية المحاصيل. وعلى سبيل المثال، تساعد البيانات الخاصة بتقديرات هطول الأمطار التي توفرها الأقمار الاصطناعية، المزارعين على التخطيط لتوقيت عمليات الري والكميات التي ستحتاج إليها محاصيلهم.
ويمكن أن تساعد المعلومات والتحليلات الدقيقة في التنبؤ بالإنتاج الزراعي للمنطقة في وقت مبكر، ومن الممكن أن تكون هذه المعلومات حاسمة في توقع نقص الأغذية والمجاعات وتخفيف آثارها.
لعبت التقنيات الفضائية في السنوات الأخيرة، دورًا متناميًا في تعزيز الأهداف الصحية العالمية. وعلى سبيل المثال، فإن المعلومات المستقاة من تقنيات الاستشعار عن بعد تستخدم في دراسة الأبعاد الوبائية للأمراض المعدية، فيما تُستخدم البيانات لرصد أنماط المرض وفهم العوامل البيئية التي تؤدي إلى انتشار الأمراض، والتنبؤ بمناطق الخطر وتحديد المناطق التي تتطلب التخطيط لمكافحة الأمراض.
ولعلم الأوبئة عن بعد، أهمية خاصة في البلدان النامية، حيث تظل الأمراض المعدية من بين الأسباب الرئيسية للوفاة.
كما تتيح تقنيات الكمبيوتر والاتصالات اللاسلكية، بما في ذلك الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، إمكانية تبادل الخبرات الصحية والطبية. ومن خلال إتاحة الفرصة للأخصائيين الطبيين للاتصال الافتراضي مع المرضى والممارسين الصحيين في المناطق النائية والريفية والمحرومة، يمكن لبرامج الصحة عن بُعد والطب عن بُعد أن تسهم في تحسين إمكانية الوصول إلى الخدمات الطبية والصحية.
عززت التقنيات الفضائية، كالبيانات المستشعرة عن بعد، الفهم العلمي لدورات المياه وجودة الهواء والغابات والجوانب الأخرى للبيئة الطبيعية. وتوفر أدوات المسح والرصد هذه، معلومات قيمة عن حالة النظم الإيكولوجية، التي توفر بدورها دعماً موضوعيًا للعمل البيئي الإيجابي، بما في ذلك المحافظة على الموارد وإدارتها بصورة مستدامة.
تشكل التنمية الاقتصادية والتنمية الاجتماعية وحماية البيئة، الركائز الثلاث للتنمية المستدامة. ويواجه السياسيون والأكاديميون وقادة الأعمال والعلوم تحديًا لاستخدام هذا الإطار لإيجاد مجتمعات دائمة وفعالة اقتصاديًا، ومجتمعات صحية في عالم محدود الموارد.
ويعتبر رصد الأرض من الفضاء وسيلة فعالة من حيث التكلفة للحصول على بيانات أساسية غير متحيزة عن العالم المادي. ويستخدم صناع القرار هذه المعلومات لفهم الاتجاهات وتقييم الاحتياجات ووضع سياسات وبرامج التنمية المستدامة بما يحقق مصلحة جميع الشعوب.
تسبب الكوارث خسائر بشرية ومادية واقتصادية وبيئية تتجاوز قدرة المجتمع على التعامل مع موارده الخاصة. وفي الأعوام الخمسة والعشرين الماضية، كانت هناك زيادة في معدل حدوث الكوارث وشدتها وعدم القدرة على التنبؤ بها، كالزلازل والأعاصير والفيضانات والانهيارات الأرضية وحرائق الغابات. ومن ثم، فإن إدارة الكوارث تهدف إلى تقليص آثارها والحد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
ويمكن للتقنيات الفضائية أن تساهم في جميع مراحل دورة إدارة الكوارث، بما في ذلك الوقاية منها والتأهب لها والإنذار المبكر والاستجابة لها وإعادة الإعمار. فقبل وقوع الكارثة، توفر البيانات المستشعرة عن بُعد معلومات للأنظمة والنماذج التي يمكنها التنبؤ بالكوارث وتوفير الإنذارات المبكرة بشأنها. كما تعتبر الأقمار الاصطناعية أيضًا أدوات موثوقة وسريعة للاتصال والمراقبة وتحديد المواقع، وهي مهمة بشكل خاص لعمليات الإغاثة والإنعاش عند حدوث تلف في البنية التحتية الأرضية.
يساعد طلب العلم على تعزيز الآفاق الاقتصادية، ويزيد من فرص التحول الاجتماعي، ويساهم في تمكين النساء والفتيات الصغيرات. وفي حين أن المجتمعات النائية والريفية اعتادت أن تكافح تقليديًا للحصول على التعليم، فإن التقنيات الفضائية، مثل تقنيات الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية، تساعد على سد هذه الفجوة في الوصول إلى مصادر التعلم.
كما أن التقنيات المستخدمة في عقد المؤتمرات والاجتماعات عبر الإنترنت والفيديو تتيح للمعلمين والطلاب إقامة فصول دراسية افتراضية، بصرف النظر عن المواقع الحقيقية التي يوجدون فيها. وتتيح الصور الأخرى من التعليم عن بعد للمتعلمين فرصة الاطلاع على مواد الدورات التدريبية التي تقدم عبر الإنترنت وفقًا لجداولهم وأوقاتهم الخاصة. وقد تتم الاتصالات بين الطلاب والمدرسين عبر رسائل البريد الإلكتروني أو لوحات الرسائل أو تسجيلات الفيديو. وقد أصبح التعليم عن بُعد شائعًا إلى درجة أن العديد من المؤسسات في جميع أنحاء العالم تقدم الآن خيارات للتعليم عن بُعد تتراوح بين أبسط برامج التعليم وبرامج درجات الدكتوراه.
وبالإضافة إلى تسهيل تنفيذ البرنامج، يلعب الفضاء أيضًا دورًا ملهمًا في التعليم. وغالبًا ما تثير الفصول الدراسية حول مواضيع الفضاء، فضول الطلاب وخيالهم وتشجع الشباب من الجنسين على الانخراط بشكل متزايد في العلوم.
مع تزايد التوسع الحضري وسرعته في بعض الأحيان، أصبحت المدن تواجه في كثير من الأحيان تحديات تتعلق بالإسكان والمياه والصرف الصحي والكهرباء والجريمة والتلوث والنقل.
وتعمل التقنيات الفضائية على توفير أدوات فريدة لتخطيط المستوطنات البشرية المستدامة اجتماعيًا وبيئيًا. ويعد صُنّاع سياسات الحكومات المركزية ورؤساء البلديات ومخططو المدن والمهندسون ومهندسو المناظر الطبيعية من بين أولئك الذين يستخدمون أدوات الاستشعار عن بعد لقياس أنماط استخدام الأراضي ومراقبتها، وتطوير البنية التحتية. ولا تقتصر فائدة هذه البيانات فحسب على مساعدة صناع القرار فيما يتعلق بالمشاريع الحضرية الحالية، بل تتيح أيضًا إمكانية بناء نماذج معقدة للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية في المستوطنات البشرية والتوسع الحضري.
حدث بالفعل تطورات واكتشافات علمية عديدة نتيجة لرغبة الإنسان في معرفة المزيد عن الفضاء واستكشافه. وفي حين أن بعض النتائج قد لا يكون لها سوى تطبيقات فضائية مباشرة، فإن الكثير منها ينتج عنه تقنيات ومنتجات وخدمات أخرى ذات فوائد مباشرة للشعوب على الأرض. وما العدسات المقاومة للخدش، والرغاوي المعتدلة، وتقنية التجفيف بالتجميد، والإطارات المحسنة، سوى أمثلة بسيطة على النتائج الناشئة عن تطبيقات تقنيات الفضاء، التي ساهمت بالفعل في مجالات الصحة والسلامة العامة والنقل.
يتزايد سكان العالم ترابطًا، حيث يتم نقل المعلومات والسلع والأشخاص بين المواقع بأحجام ومعدلات غير مسبوقة. ويساعد في ذلك أنظمة الملاحة الساتلية العالمية، وهي تقنيات تستخدم الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض، وشبكات محطات التحكم الأرضية، وأجهزة الاستقبال لحساب المواقع عن طريق التثليث. وتوفر أنظمة الملاحة الساتلية العالمية، مثل النظام الأمريكي العالمي لتحديد المواقع، ونظام (GLONASS) الروسي، معلومات دقيقة للغاية عن تحديد المواقع والملاحة، والتي يتم الاعتماد عليها في أعمال النقل الجوي والبحري والسكك الحديدية والطرق البرية.
تتيح التقنيات الفضائية، وخاصة الأقمار الاصطناعية المخصصة للاتصالات، إمكانية استخدام أنظمة الاتصالات العالمية من خلال نقل الإشارات بالصوت والفيديو والبيانات من وإلى موقع واحد أو العديد من المواقع.
وفي حين أن البدائل الأرضية لتقنيات الفضاء ممكنة في بعض الأحيان، فإن تقنيات الفضاء يمكنها في كثير من الأحيان أن تقلل من متطلبات البنية التحتية، وأن تقدم خيارات أكثر فاعلية لتوفير الخدمات. وعلى سبيل المثال، فإنه بدلاً من إنشاء سلسلة من أبراج الإرسال والمرحلات لبث برامج تلفزيونية إلى أماكن نائية يتعذر الوصول إليها، يمكن عن طريق توفير طبق واحد استقبال بث الأقمار الاصطناعية في ذلك المجتمع النائي.
المساعدات الإنسانية والمعونات، هي إجراءات مادية ولوجستية يتم اتخاذها لمساعدة المحتاجين. وتوفر التقنيات الفضائية مساهمات فريدة لمنظومة المساعدات الإنسانية الدولية. وعلى سبيل المثال، غالبًا ما توفر البيانات المستشعرة عن بعد وتقنيات الاتصالات الفضائية مساعدة قيمة في التخطيط اللوجستي واتخاذ القرارات وتخصيص الموارد سريعًا، وبالتالي يمكنها تحسين الطرق التي يتم بها تصميم المساعدات الإنسانية وتقديمها.
في العام 1958، وبعد وقت قصير من إطلاق أول قمر اصطناعي، قررت الجمعية العامة إنشاء لجنة مخصصة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية.
ومنذ ذلك الحين، تطورت لجنة استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وأصبحت اللجنة ولجنتاها الفرعيتان منبراً فريداً للدول للالتقاء من أجل استعراض نطاق التعاون الدولي في استخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، والتشجيع على مواصلة البحث ونشر المعلومات المتعلقة بمسائل الفضاء الخارجي، وكذلك دراسة المسائل القانونية الناشئة عن استكشاف الفضاء الخارجي.
وحين يتعلق الأمر بالأنشطة الفضائية، فإن مجالات العلوم والتكنولوجيا والقانون والسياسة والأمن مترابطة بطبيعتها. وغالبًا ما يكون لتقنيات الفضاء تطبيقات مدنية وعسكرية متداخلة. والخيارات التي تتخذ بشأن استخدام الفضاء الخارجي تؤثر بشكل مباشر على السلام والسلامة والأمن الدوليين. ويقوم مكتب شئون الفضاء الخارجي، في إطار دعمه للجنة ولجانها الفرعية، بمساندة إجراء مناقشات واتفاقات بناءة ومبتكرة حول التدابير التي يمكن أن نتخذها جميعًا، من خلال المشاركة المباشرة في الأنشطة الفضائية أو الاستفادة من الخدمات الفضائية، لضمان واستمرارية الأنشطة الفضائية بصورة سلمية وآمنة ومأمونة.